نساء الصحراء الغربية

   وقال السيدة كجمولة  "لقد مرت الآن أكثر من ثلاثة عقود على بدء واحد من أعوص النزاعات التي عرفها التاريخ المعاصر ، والذي تظهر آثاره المدمرة بشكل جلي من حيث أنه يرهن مستقبل شعوب المغرب العربي ويحكم على جزء من الصحراويين بالعيش في ظل الخنوع فوق التراب الجزائري وتحت قبضة قيادة البوليساريو".

    وبعد أن ذكرت بالعراقيل التي تضعها الجزائر والبوليساريو أمام كافة مبادرات السلام أوضحت السيدة كجمولة بنت أبي أن " المغرب ، واحتراما منه للشرعية الدولية، اقترح منح صلاحيات واسعة لسكان الصحراء من أجل تدبير شؤونهم بنفسهم في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية" للمملكة مضيفة أن "هذا الاقتراح حظي بإجماع الشعب المغربي بمختلف مكوناته الحزبية والثقافية".

   وأبرزت أنه "في هذا السياق، يندرج قرار إحداث المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية " الذي يتمتع بصلاحيات تهم كافة القضايا المتعلقة بالأقاليم الجنوبية والوحدة الترابية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فضلا أنه يعبر عن موقف الصحراويين لدى المنظمات والهيآت الدولية وذلك بهدف توضيح عدالة قضية وحدتنا الترابية.

    وأوضحت أن "المهمة الأساسية للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية تتمثل في الوقت الراهن في بحث مشروع الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، الذي يشكل نقطة أساسية من أجل التسوية النهائية لنزاع الصحراء. ويشكل هذا الأسلوب في تناول القضية نموذجا لمعالجة النزاعات بطريقة ديموقراطية وبشفافية"، مضيفة أنه"بالنسبة للمجلس، فإن مشروع الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية يهم كافة الصحراويين بمن فيهم المتواجدين بتندوف، ويسعى إلى ضمان تنمية اقتصادية واجتماعية بالجهة في إطار السيادة المغربية والوحدة الترابية الوطنية".

   وفي هذا الصدد أكدت السيدة كجمولة بنت ابي أنه "على عكس ما يروج له البوليساريو والجزائر، فإن مبادرة الحكم الذاتي ليست مناورة للتماطل موجهة لإهدار وقت المجتمع الدولي، بل هي مبادرة تروم بالاساس ضمان مستقبل أفضل وحياة كريمة ومستقرة لكافة مواطني الصحراء".

   وفي هذا السياق أكدت أن "إشراك المجلس الاستشاري في التفكير والمصادقة على مشروع حكم ذاتي للصحراء في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمغرب لن يتقبله بالتأكيد قادة البوليساريو ومن يقف وراءهم في الجزائر، لاسيما وأن هذا التنظيم الإنفصالي يعرف مشاكل داخلية خطيرة كما أن هياكله تعرف نوعا من الوهن  مع عدم القدرة على التسيير الذاتي".

    ومن جهة ثانية نددت السيدة كجمولة بنت ابي بمعاناة الأسر التي تعيش بمخيمات تيندوف لاسيما وأن "أي انشقاق أو اعتراض يتم التصدي له بطرق قمعية من قبل البوليساريو" الشيئ الذي دفع "آلاف الصحراويين إلى ترك مخيمات تيندوف هربا من القمع والاضطهاد المادي والمعنوي الذي يمارسه البوليساريو وأجهزته التي تتلقى التعليمات من مصالح الأمن العسكري الجزائري".

    وحذرت السيدة كجمولة في هذا الصدد من أن "غياب التفاهم بين أطراف هذا النزاع قد يهدد وقف اطلاق النار الهش وأن عواقبه قد تكون وخيمة على كافة منطقة شمال إفريقيا".

29-11-2006